تامر عبد الحميد (أبوظبي)
ترى الفنانة الشابة أسيل عمران أنها محظوظة لمشاركتها في بطولة المسلسل الخليجي «ماذا لو؟»، الذي تنافس به في الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام على شاشة «أبوظبي»، خصوصاً أنها في العامين السابقين شاركت في مسلسلات ذات طابع عربي مثل «غرابيب سود» و«هارون الرشيد»، لتعود في هذا العمل الخليجي لتجسد دوراً مختلفاً عن أدوارها السابقة، والذي نال إشادة كبيرة من متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رهان حقيقي
عبّرت أسيل عن سعادتها البالغة للوقوف أمام نخبة من نجوم الدراما سواء من المخضرمين أو الشباب، من أبرزهم خالد أمين ومنذر رياحنة وإبراهيم الحساوي وعلي الششتري ومحمد جمال الشطي وعدنان بالعيس ورندا حجاج، لافتة إلى أن أهم ما يميز العمل أنه يحتفي بجيل من الشباب المبدع الذي يمثل رهاناً حقيقياً لمرحلة متجددة في تاريخ صناعة الإنتاج الدرامي الكويتي، فالدم الإخراجي شبابي بحت، تولاه المخرج المحترف والمبدع حسين دشتي الذي نفذ المسلسل بطريقة إخراجية مختلفة سواء في طريقة تصوير اللقطات أو الكادر، موضحة أنهم حاولوا تقديم فكرة العمل بجرأة على قدر الإمكان، خصوصاً أن الرقابة تضع الكثير من الحدود، ولهذا السبب فهي صرحت بأنه إذا استمر هذا الوضع بهذه الصورة سيتجه صناع الدراما الخليجية بتصوير أعمالهم في بلاد خارجية، مثلما حدث مع المسلسل الكويتي «دفعة القاهرة» الذي تم تصويره بالكامل في مصر بعد منع الرقابة من تصويره في الكويت، محققاً ردود أفعال إيجابية ونال إشادة الجميع في رمضان هذا العام.
قفص التكرار
وأشارت أسيل إلى أنها تمنت أن تكون إحدى ممثلات مسلسل «زي الشمس» لبطلته دينا الشربيني، معترفة أنه من أهم المسلسلات الذي تتابعه باستمرار في رمضان، وقالت: أحلم بقصص مختلفة في عالم الدراما رغم البيئة الخليجية التي لا تتحمل موضوعات جريئة، وحتى المشاهد الخليجي ليس معتاداً على مشاهدة مسلسلات أكشن وإثارة ورعب وجريمة، إلى جانب عدم وجود الإمكانات والتقنيات التي تناسب تنفيذ مثل هذه النوعية من الأعمال، ولطالما وأنا أتابع مسلسل «زي الشمس» يراودني تساؤل، «إذا كان هذا المسلسل خليجي، فهل سيتقبله المشاهد الخليجي؟» نظراً لاحتوائه على جرأة في الطرح ومن نوعية أعمال الجريمة، مشددة على ضرورة الخروج من قفص الأعمال المكررة والاتجاه نحو تنفيذ أعمال خليجية مختلفة عن السائد.
دراما وتراجيديا
وترى أسيل أنه اليوم وفي «ماذا لو؟» حاول فريق العمل من مخرج ومؤلف وممثلين الخروج عن المألوف، من خلال تساؤل تحول إلى عمل درامي وهو «ماذا لو؟»، حيث يسلط المسلسل الضوء في ثلاثين حلقة، على فكرة الاختيار والقرار، ونتيجة تلك القرارات على كل شخصية في هذه السلسلة، ويتكون العمل من 4 خطوط درامية رئيسة، وهناك دمج واضح بين الدراما والتراجيديا، وأثر ذلك على كل شخصية، ويطرح المسلسل الذي يقدم نصاً درامياً خارج الأطر النمطية، فكرة فلسفية تراود الكثيرين، وتتمحور حول خيارات الإنسان عندما تضعه الحياة أمام موقف ذي اتجاهين يستلزم اختيار أحدهما، فيؤثر الاختيار في أحداث حياة الشخص القادمة ومستقبله، إلى أن يطرأ ذلك السؤال على عقل الإنسان «ماذا لو» اخترت الاتجاه الثاني في تلك اللحظة.
وأوضحت أسيل أن المسلسل لا يعالج قضية في المجتمع، لكنه يسلط الضوء ويركز على المشكلة نفسها التي يواجهها الجميع، ففي الحلقات الـ 15 الأولى عنوانها «لا تندم على القرارات التي اتخذتها في حياتك في السابق لأنها أوصلتك إلى ما وصلت إليه حالياً حتى لو كانت سلبية»، أما في باقي الحلقات فنكمل المسألة نفسها ولكن بشكل مختلف تحت عنوان «إذا كنت قد اتخذت قرارا آخر في السابق، فمن الممكن أن تصل إلى مكانة تندم عليها»..
مصممة أزياء
يطرح مسلسل «ماذا لو؟» فكرة خيارات الإنسان عندما تضعه الحياة أمام موقف ذي اتجاهين، ورداً على سؤال أسيل عمران حول القرارات التي أخذتها في حياتها العملية أو الشخصية، وقالت بين نفسها «ماذا لو؟»، أوضحت: في الناحية العملية، دائماً أقول لنفسي ماذا لو لم أعمل في مجال الفن، فاعتقد أنني سوف أصبح مصممة أزياء، لأنني أعشق هذا المجال، ولكني أعتقد أيضاً أنه بعد سنوات حتى من العمل في مجال الأزياء سوف أخوض تجربة التمثيل، لأن المكتوب لا يقدر للمرء أن يغيره، أما بالنسبة للناحية الشخصية فمؤخراً تغيرت قناعاتي وتعلمت كثيراً من تجاربي في الحياة، ووصلت إلى قناعة بأن كل شيء مضى في حياتي وحتى السيئ منها، أوصلني لما وصلت إليه حالياً، وطالما أنني راضية وسعيدة لما وصلت إليه، يجب أن أطوي كل الصفحات القديمة.
«أبوظبي للإعلام» في الصدارة
أشادت أسيل عمران بالدور الكبير الذي لعبته «أبوظبي للإعلام» في توفير دورة درامية وبرامجية رمضانية متنوعة في القصص والجنسيات والأعمال المشتركة، مؤكدة أن شبكة تلفزيون أبوظبي تستحق الصدارة في التنوع وبجدارة، لاسيما أنها استطاعت من خلال قناتيها «أبوظبي» و«الإمارات» أن تجمع نخبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية والعربية على شاشاتها بأضخم الإنتاجات، وأميز الأفكار والقصص الدرامية المختلفة.
5 قصص
تدور أحداث «ماذا لو؟» حول 5 قصص، القصة الأولى تدور أحداثها حول حكاية طبيب جرّاح يشهد حادث سير بين شاب وعجوز، وفي الحلقات الـ15 الأولى يختار الطبيب إنقاذ العجوز، أما في الحلقات الـ15 الثانية فينقذ الشاب، كما يصور المسلسل في حلقاته الـ15 الأولى حكاية ثانية وهي قصة فتاة تحب شاباً فقيراً ولكنها تتزوج من شاب غني بعد أن تقدم لخطبتها، في حين نرى في الحلقات الـ15 التالية مساراً آخر للأحداث عندما اختارت أن تتزوج من الشاب الفقير، وتدور القصة الرابعة حول حياة شاب مراهق يعاني من تسلط والده والعنف الذي يمارسه عليه وعلى والدته فيهرب في أحد الأيام من البيت ويجد حقيبة مليئة بالنقود فيقع أمام خيارين، هل يسلمها للشرطة ويحاول التعامل مع والده بطريقة مختلفة، أم يحتفظ بالمال لتأسيس حياة جديدة بعيداً عن والده العنيف.